اللحظة فقط نكتشف حقيقة الإعلام الذي يشكل تصوراتنا ، و حقيقة عقل الإعلامي ، على أن أغلبه غارق في فخ الدعاية و الدعابة ، و الدعاية معناها ببساطة الشلل الحقيقي لعقل الإعلامي الذي وصف خطأ بالمحترف.. أي احتراف ؟ ولا يستطيع أن ينقل لنا ولا صورة واحدة عن البناية حيث يوجد تبون ، يا له من إفلاس مكشوف ومفضوح ، الإعلام المحترف يا سادة يفترض أن يرفع الغطاء عما يكتنفه الغموض ،إعلام يتناول عمق وخفايا الأشياء والأحداث و يكشف عن الحقيقة و الحقيقة فقط ، دو زيف أو كذب أو نقصان.
وفق ما هو منصوص دستورياً بحق المواطن في الإعلام ، أين هذا الحق الآن ؟ و من وراء حرمان الرأي العام من هذا الحق ؟ أين عالم البحث و مخابر الدراسات لتكشف لنا مخاطر هذا الشلل ؟ و تحدد بدقة وكفاءة العوامل التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الشاذ والغير الطبيعي ؟كم من الأموال و الملايير تصرف على مخابر البحث و الدراسات وعلى الكاميرات المتطورة ذات التقنيات المتعددة ولا تستطيع أن تكشف لنا مكامن الداء وتشخص عوامل الشلل ، وتجيب على السؤال المفصلي ، لماذا عجز الإعلام العمومي الذي تصرف له من ميزانية الدولة والضرائب المتدفقة الملايير ، ولا يستطيع أن يشغل كاميرا واحدة وفرد واحد ينتقل إلى ألمانيا أو للمكان حيث يوجد الرئيس لينقل لنا ” صورة البناية ” أو ينقل كلمة للطبيب الذي يشرف على صحة الرئيس تبون.. أو يسجل مع الرئيس شخصياً ليحدث الرأي العام عن حالته الصحية.. ويرفع اللبس عن الإشاعات..و بدون هذا لا نسمي الإعلام إعلاماً بل مجرد أداة للتضليل و جزء من “منظومة تحصين” لنفوذ الفساد والعبث ومنظومة الإستعباد.و الدستور وُجد أساساً لكي لا يؤسس لهذه الحالات الشاذة فعلاً ، إما برفع غطاء العبودية على هذا العقل ، ” عقل الصحفي” أو إن لم يفعل فهو يكرس نهج العبودية و الشلل.. والعجز المكشوف أمام الرأي العام ، و يحول الصحفي من كفاءة بتمتع لكا المهارات إلى حالة أخرى مغايرة تماماً ، إلى مجرد أداة أو بوق دعاية.. أو إلى مجرد شخص مأمور يملى عليه فقط ما يراد التصريح به ، حتى وإن كان مخالفاً للحقيقة.هل يعقل أن تمر كل هذه المدة ، أزيد من شهر كامل [ نهاية أكتوبر( عشية الإستفتاء على الدستور) – نهاية نوفمبر ]، ولا نرى أي صورة حية عن تبون ( رئيس الجمهورية ) رغم مكانة المنصب الذي يتبوأه ، و الصلاحيات العديدة التي يمنحها له الدستور ؟ من أجل صون سيادة وسمعة البلد.. وسيادة البلد لن تتحقق بدون صحافة قوية صادقة ، ذات كفاءة ومصداقية حقيقية لا زائفة بالدعاية و الدعابة..أي هؤلاء الصحفيين الذين طرشونا بالإحترافية ؟ نكرر ونعيد التكرار أين كل ذلك العدد من الكاميرات ؟ أين الجامعات و أين مخابر البحث و الدراسات ، لتكشف و تبحث و لتدرس وتفكك هذه الظاهرة الشاذة.. والغريبة ؟ وبكلمة مختصرة تشخص لنا هذا ” الشلل” المفضوح ، ظاهرة عدم قدرة نقل و لو صورة واحدة حية لرئيس جمهورية الجميع يتساءل أين هو ؟ ما مصيره ؟ نكرر .. أو تسجل و لو كلمة مع الطبيب الخاص الذي يتابع علاجه على الأقل أمام أو وسط العيادة الموجود بها في فترة نقاهة حسب بيان الرآسة ؟و أين إعلام الرآسة من كل هذا ؟ الرأي العام يريد فقط صورة حقيقية عن الرئيس الذي قيل أنه أصيب بفيروس الظلم المُعولم الذي اجتاح الكرة الأرضية..و عدم كشف الحقيقة أو نقل الصورة حية هو شكل من أشكال الظلم المُعولم…و الأهم من كل هذا.. يتبع ؛ح،د، نجار